القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار

مرض الشريان التاجي - التشخيص والعلاج -

الآثار النفسیة للإصابة بجلطة في الشریان التاجي وكیف نتعامل معھا



الآثار النفسیة للإصابة بجلطة في الشریان التاجي وكیف نتعامل معھا:أولاً : مرحلة التواجد بالعنایة المركزة

1ـ الغضب والتوتر


التعرض لأزمة قلبیة قد یؤدي إلى أنواع مختلفة من ردود الأفعال والتي قد تتراوح ما بین الغضب والتوتر والقلق والتي تجعل المریض غیر قادر على النوم ، كما قد یمر بعض المرضى بحالة عدم الاعتراف بالحدث فینكر تماماً أنھ تعرض للإصابة بجلطة في الشریان التاجي ویتصور أن الأطباء وأفراد أسرته یحاولون إیھامه بالمرض لإجباره على الراحة وإبعاده عن العمل لفترة .


والحل الأمثل لتلك الحالات أن یحاول المریض أن یتعامل مع المرض بشكل یومي ، فیحاول أن یستمع جیداً إلى تعلیمات الأطباء الذین سوف یرشدونه یومیاً إلى قدر الحركة المسموح له بھا ، وتدریجیاً یبدأ الطبیب السماح للمریض بقدر أكبر من الحركة ، ثم بعد الخروج من غرفة العنایة المركزة یحصل المریض على درجة استقلال أكبر حیث یتخلص من قیود الأسلاك الكثیرة التي تربطه بشاشات المونیتور وھكذا تدریجیاً یبدأ المریض في استعادة قوته وثقته في نفسه ومقدرة جسمه على العودة إلى حیاة طبیعیة .


وفي الأیام الأولى من الدخول إلى غرفة العنایة المركزة قد یقوم الطبیب بوصف بعض الادویة المھدئة لمساعدة المریض على التأقلم على الظروف الجدیدة ، ولمساعدته على الاسترخاء والنوم وبعد الخروج من المستشفى یقل تدریجیاً احتیاج المریض لتلك الأدویة حیث یكون قد استعاد ثقته وطاقته ویعود إلى مزاولة حیاة طبیعیة دون الحاجة إلى استمرار تعاطي تلك الأدویة .




الآثار النفسیة للإصابة بجلطة في الشریان التاجي وكیف نتعامل معھا:أولاً : مرحلة التواجد بالعنایة المركزة

2ـ الاكتئاب


قد یتعرض المرضى أثناء وجودھم بغرفة العنایة المركزة لنوبات من الحزن والاكتئاب نظراً لإحساسھم بالابتعاد عن ركب الحیاة الیومي وانعزالھم عن الأھل والأصدقاء وزملاء العمل ، وھذه التغیرات في الحالة النفسیة تعتبر طبیعیة ومتوقعة وقد تساعد على سرعة الشفاء من المرض !، ولكن تجدر الإشارة إلى أنھا في المعتاد لا تستمر إلا لبضعة أیام أو أسابیع ، ولكن إذا استمرت لمدة تزید عن أربعة أسابیع فھي ھنا تعتبر حالة مرضیة مما قد یستدعي أن یقوم الطبیب بوصف بعض الأدویة لمعالجة الاكتئاب .


وللأسرة دور كبیر في التعامل مع ھذا المریض فالحقیقة أن إصابة أحد أفراد العائلة بجلطة في الشریان التاجي تؤثر ایضاً على الأھل والاصدقاء وبعد الصدمة الأولى عند سماع الخبر یمر افراد العائلة بحالة من التوتر ثم الرغبة في المساعدة .



3- نصائح لأھل المریض

1ـ أن یحافظوا على ھدوئھم واتزانھم مع التفاؤل الحذر ، كذلك یجب إبلاغ المریض في ساعات الزیارة بأیة أنباء سارة تأتي من الطبیب المعالج مع مراعاة عدم التطوع بالاجتھاد بأیة معلومات غیر أكیدة أو من مصادر خارجیة كأحد الأصدقاء الذین مروا بتجربة مماثلة ، فكل حالة تختلف عن الأخرى في تعقیداتھا والمضاعفات المحتملة .


2ـ یجب دائماً الحفاظ على ثقة المریض سواء من خلال مراعاة الصدق الدائم في التعبیر عن المشاعر أو الصدق في المعلومات فمریض الجلطة كثیراً ما یخاف أن یكون الأطباء أو الأھل یحاولون التقلیل من الموقف أو التھوین من الحدث وعندما یراعي الجمیع الصدق التام في التعامل معه سوف یجد سھولة في استقبال أیة معلومات أو تطورات في الموقف بحیث توضع الأمور في حجمھا الطبیعي.


3ـ كن مستمعا جیداً : ویجب على الأسرة الاستماع للمریض ومساعدته على التعبیر عن مشاعره والإفصاح عما بذھنه ، حیث إن ذلك یساعده على التخلص من أیة أفكار قد تكون خاطئة وتجعل الطبیب قادراً على فھم نفسیة المریض مما یسھل التعامل معه عن طریق الإجابة على أسئلته وتوضیح الأمور فلا یتمادى في بعض الشكوك أو الظنون الخاطئة والتي قد تطیل من فترة عودته للتأقلم على حیاة طبیعیة .


4ـ على الأسرة أن تتعامل بدبلوماسیة ولباقة مع أمور المریض سواء الشخصیة أو العائلیة أو في مجال عملھ فھذا سوف یجعل المریض أكثر قدرة على الراحة أثناء فترة تواجده بالرعایة المركزة ، فیجب على الأھل والأصدقاء تجنب الدخول في أیة مناقشات ساخنة أو أي مواضیع قد تؤدي إلى توتر المریض ، وللأسف قد یحدث ذلك أحیاناً عن حسن نیة و دون أي قصد وما أكثر الحالات التي رأیتھا حیث یھمس المریض في أذني مطالباً بتعلیق لافتة " ممنوع الزیارة بأمر الطبیب"حتى یتجنب المشاحنات العائلیة التي تزعجه وتقلق باله وتجعله شدید التوتر وغیر قادر على الراحة ، وھذا ینعكس أیضاً على فسیولوجیة الجسم حیث تزداد سرعة ضربات القلب ویرتفع ضغط الدم مما قد یؤدي إلى تدھور الحالة الطبیة للمریض ! لذلك یجب على الأھل والأصدقاء مراعاة التحدث في أمور خفیفة بھا شئ من المرح والبھجة والتفاؤل ، أما إذا كان ھناك بعض الأخبار السیئة أو غیر السارة في محیط العائلة فیجب الامتناع عن التحدث عنھا أمام المریض ولا یتم إخباره بھا إلا بعد استشارة الطبیب.

5ـ لابد من مراعاة مواعید الزیارة ویجب تفھم أھمیة عدم إزعاج المریض وإعطائه أكبر قدر من الوقت للراحة فذلك یساعد على سرعة شفائه.

والحقیقة أن جمیع أفراد العائلة لھم دور مھم وفعال في مساعدة المریض على الشفاء وبالأخص أثناء الأیام الأولى في غرفة العنایة المركزة ، لذلك یجب الاھتمام دائماً بإعطاء المریض إحساس بالتفاؤل ومراعاة عدم إظھار أیة علامات توحي بالقلق أو الاضطراب ، فمثلاً قد یحضر أحد الأھل أو الأصدقاء لزیارة المریض وھو متعب من عناء عمله أو مثقل ببعض المشاكل الخاصة مما ینعكس على حالته النفسیة ومظھره أمام المریض ، وھنا قد یتخیل المریض أن حالة الزائر انعكاس للحالة الطبیة فیصاب بالإحباط والتشاؤم ، فالمریض یكون شدید الحساسیة أثناء فترة تواجده بغرفة العنایة المركزة ویجب مراعاة ذلك في جمیع الأوقات .


لذلك یجب على الأھل والأصدقاء أن یكونوا دائماً في أحسن حالاتھم ودائمي الاستعداد لإضفاء البھجة وروح التفاؤل على المریض.

تعليقات